خراف في مضمار سباق !

السبت، 15 أكتوبر 2011


يقول حمزاتوف " هذه الخراف ليست من قطيعي "
ويقول عن والده الذي كان يخاطبه بـ " لا تخنق العشب " .. الشغلة كلها تدور حول عملية اجترار للطعام والكلمات ولكني اعتقد أن الخِراف ليست من الحيوانات المجترّة ، وإن وقعت تحت ذلك البند فلا حرج من ذلك إذ أن الإنسان في غالب الوقت هذه الأيام يجد نفسه تحت بند " حيوانات مجترّة " ولكن لو أرادنا أن نكون بقرب أكثر من المعرفة نضع سؤالا :

- ماذا يجتر الإنسان ؟

قال أحدهم قبل أن يبدأ السباق والجميع قد أخذ مكانه عند خط البداية فقط ينتظرون سماع صوت صفارة البداية " المطر ينهمر بغزارة عند خط النهاية ، الأرض موحلة ، والانجراف الرملي يبدأ في الثلث الأخير من مسافة السباق " .. يا إله الخِراف ارحمها .
نطق خروف بعد أن انسحب من خط البداية وعليه علامات التعجب والتذمر :

– على ماذا نتسابق ، وهل يستحق الأمر ؟
– جاوبه خروف هرِم قابع على صخرة " يقولون عند خط النهاية كعكة صنعتها الملكة بيدها "
- ولكنها خِراف تأكل العشب
- يا سيدي .. صادفت خِراف في " ابوجا " تأكل الزّفت ، وأكثر ما أثار دهشتي خروف يبلع من حبوب " الكابتجون " بطريقة مزعجة حتى أن فتني الأمر وتمنيت أن يمنحني حبة أجرّب ما هو تأثيرها على خروف يضع أول أقدامه على السبع .

في الساحة المجاورة لخط البداية خروف يسخّن " تحمية العضلات " قبل البدء ، بعد أن توقف السّباق لفترة حتى تأتي الأخبار ، عن توقف المطر والانجرافات في الطريق ، وهناك مجموعة من " الخِرافات " جمع خِرفة وهي أنثى الخروف " .. يهمسن حول ذلك الخروف المسخّن ، تسأل واحدة منهن - أليس ذلك الخروف هو من تباكى قبل كذا في سباق العام حيث طلب أن تُحسب مسافاته السابقة ، إلي سباقه الجديد ؟.

قال تيس ليبرالي ..
" لو أن الدين باللحى ، لكان الماعز أولى بخطبة الجمعة "

ردت عليه "حمامة " من فوق جذع شجرة مائل " يا حثالة ، قبل أن تبدأ بمثل هذا الحديث اذهب واسأل أمك من هو أبوك من بين تلك الخراف التي تشترك في السباق ، وقد يكونوا مجتمعين في أبوتك "

الخبر لم يكن ساراً هذه المرة ، حيث أن الأمطار اشتدت على منطقة النهاية واقتربت من منتصف الطريق ، إذ أن الانهيارات الرملية تجاوزت النصف .

ليس هناك أي حلول من قبل لجنة التحكيم المصطفة في المنصة التي تشرف على المضمار ، غير أنهم شغلوا أنفسهم بمطاردة عينات بول الخِراف للبحث عن متعاطي المنشّطات الممنوعة ، رائحة المنصة تحولت من مكان التصقت به عطور " الخِرافات " إلي مكان يحمل رائحة ذكورية نتنة . بصوت الضعيف يهمس عضو لجنة التحكيم لزميلة ..
" اخرجوا عينات البول هذه ، إن لحقنا المطر سوف تمتزج بالماء ، وأول من يسبح في هذا البول المخلوط بماء المطر " نحن " .. فلا سامع ولا مجيب

هبّت رياح النهاية ، قادمة من خط النهاية ، تحمل المطر الذي يسوق أمامه سيول جمعها في وسط الأودية لتجتاح أماكن البداية وتحمل في بطنها كل الخِراف المشاركة .

يسأل خروف صديقه وهم في بطن الموج :
- هل تعتقد أن نوحا عليه السلام سوف يمرّ من هذا المكان وفي هذه اللحظة بسفينته ؟
- عليك السلام دعنا نموت بـ سلام
- هل تتذوق طعم البول ؟
- اعتقد أن هذا ما سكبناه ، نحن الآن نتذوقه .


- كت -

بصوت عال يصرخ والد رسول حمزاتوف يا ابني " احرق العشب " بس احضره ، الخراف ماتت من الجوع ، وأنت تسرح بخيالك .. الله يلعنك ويلعن من خلفك خسرتنا ثلاثة خِراف ماتت من جوع أصابها .

.نعود إلى البداية :
- ماذا يجتر الإنسان ؟



0 التعليقات:

إرسال تعليق