مذكرات رجل فاشل


[ 1 ]



أيام خلت وأنا مع نفسي في خصام مستمر


أتذمر منها حد القهر تهبط بي إلى مستويات متدنية كما هو حال الأسهم السعودية في تذبذب مستمر مع انهيارات متوقعة في أي لحظة ولسان حال الجميع سوف تتحسن الأحوال ولن نكون لقمة سهلة لهوامير السوق الجشعة ..


ومازلت انتظر ارتفاع نفسيتي إلى مستويات جيدة تجعلني قادرا على مواصلة بعض الأعمال التي من الضرورة انجازها .. وحينما أبعثر أوراقي أجد أن كل ما أنجزته لا يتعدى بعض الخطوات سرت بها نحو الخلف وهي تحت بند الفشل في عالمنا الحقيقي ما لم تكن تلك الخطوات تتجه نحو الأمام ..


هذا هو حالي خطوات نحو الخلف ليتني استطعت أن أبقى في مكاني فهذا يعتبر إنجازا مقارنة بتراجع إلى الخلف نحو السكينة أتجه للحصول على أكبر قدر ممكن من الأستقرار لتخطي عقبة الفوضى الدائمة التي أعيشها مع نفسي ومع الأشياء التي حولي والتي أرتبط بها بصلة قوية ، دائما أجد نفسي على غير استقرار أو تصالح مع جسدي الذي يكونني .


في وضع دائم أجد أن التنافر هو رأس الهرم في نظام إداري للذات وحينما نبدأ بسرد التسلسل الحاصل تحت مسميات واقعة في تشكيل هرم الحياة أجدها جميعها تشتمل على مكونات الغضب وما يتفرع منه ، حالة جعلت أجسادنا في وضعية غير مستقرة وفي تشتت مستمر وعدم الحصول على جهة يمكن الالتجاء لها باعتبارها نقطة أمان يمكن من عندها معاودة الكرة نحو خطوات أتجه بها إلى الأمام


حينما تجد نفسك تحت عبارة .. " ليس لدي ما أخسره "
- هل تعتقد أن ذلك قد يجعلك تتجه نحو العبث بشكل أكبر وبشكل عشوائي دون الالتفات إلى أدنى خسارة ممكنة في وضعية الحالة المؤمنة بان ليس هناك من خسائر حاصلة في الأصل ؟


- ألا يعتبر أن الكمية التي تملكها من خسارة في حالة إضافة خسارات أخرى لها تزيد من حجمها يعتبر فشلا وأن المحافظة على ما لديك من خسارة في حد ذاته يعتبر انتصارا في كونك استطعت أن تحافظ على حدود تلك الخسائر التي أنت واقع بها ؟
لا عليك فوضع كيس آخر مليء بـ خسارات تتفاوت في الحجم مع أكياس أخرى قابعة في ركن غرفتك أعتقد انه لن يزيد الأمر سوءا بقدر السوء الذي سوف يزعجك في حالة أن ظل السكون متمركزا في تلك الغرفة


وضع كيس آخر بجوار أكياس أخرى هو حالة من الحركة التي تحتاجها في يومك ، به قد تشعر بنشاط وحركة وحالة من كسر الروتين


نصيحة ..


إذا سنحت لك فرصة الحصول على بنت وهبي هيفاء تذكر جيدا أن لا تجعلها تضعك في حالة مقارنة لأنها إن وضعتك في تلك المقارنة ثق أنك أنت الخاسر لذلك فكر بما يجعلها تتذكرك من بين الكثيرين ..


لا تحاول أن تبحث عن ما يشعرها براحة أكثر من ما حصلت عليه في سابق أيامها .. لأنك سوف تفشل مهما حاولت ..اجعلها تتذكرك بألم امتزج بمتعة فهي نادرا ما حصلت عليه وبالكاد هو معدوم فـ بقايا آثار سرير خشبي على ظهرها ومؤخرتها مع لحظات حر شديد ومكان مليء بالغبار والأتربة يجعلها تتذكرك دون سواك ، لأنها سوف تعتبر ما حصل مغامرة قلما تجدها مع بشر ممن يحرصون على نيل رضاها .




[ 2 ]

جرتني إلى حديث كي تخبرني أني فاشل ، حتى في رص أكياس خساراتي ، هكذا قالت الفشل يتبعك أيها السيد ، اعتقدت انه مثل ظلي ولكنها نفت أن يكون كذلك ، فالظل يفارقك عندما تهاجم سحابات الظلمة خطوط الضوء ، أدركت عندها أن الفشل قد غرس جذوره في أجزائي


نصحتني تلك الفتاة بان أرص أكياس الخسارة باتجاه نحو الأعلى فوق بعضها البعض وليست متجاورة لسببين ..
- الحصول على مساحة اكبر يمكّنك من وضع المزيد من أكياس الخسارة فيها
- ثم أن النظر إلى أعلى يعطيك شعورا بـ العظمة التي تشكلها خسارتك
هذه وجهة نظر ، تأملت فيها كثيرا للحصول على تفسيرات ابحث بها عن الخبرة لدى تلك الفتاة الصغيرة ..


أزمان وأيام تعلمنا الكثير ونبحر فيها لنرى العجيب من أقوال وأفعال ، قد لا نجد من يستطيع أن يشرح لنا كل شيء ويبرر كل شيء ينصحنا أحيانا بأخذها على سحنتها الموجودة ، لكن الزمن كفيل بنشر الفوضى في حياتنا وطمس الكثير من المعالم التي وضعناه في أيام داعبنا السرور فيها وجلسنا على جوانب الطريق نترقب المارة ونترك تفسيرات وانطباعات عن متغيرات متقدمة ، نرفع واحد ونضرب بعرض الحائط آخر ونتركهم مع لعبة الزمن المتغير


تمر الأيام وأنا ابحث عن تلك العجلة التي يضعك آخرون بها لتجد نفسك في محطات الزمن المختلفة ، قد تجد نفسك ما بين محطات كثيرة ومختلفة وربما تجد أن مرورك فقط على محطات قليلة في العدد وأنت في حيرة شديدة لعدم علمك ما بداخل تلك المحطات ، ربما يجرك الطمع للحصول على محطات متعددة وربما ترغب في الحصول على محطة واحدة أو اثنتين ، لعلك تخشى من تقلبات الدهر ونفسك لا تساعدك لخوض المغامرة


وحينما اجلس وأبدا بربط الأشياء ، أجد أن العُقد تتداخل مع بعضها البعض ، عندها تتفلت مني الأمور ولا أعرف بدايات الخيط من طرفه الآخر ، فـ الربط بين فشل وخسارة يمكن من خلال وضع الأساس هو الفشل المسبب في خسارة دائمة ، بينما اعتماد وضع آخر وهو أن تكرار الخسارة سبب في حصول الفشل ، إذا لا تواجهنا مشكلة في تقديم احدهما على الآخر ، بينما نظرة رجل آخر تتوقف على أن الفشل يختلف كليا عن الخسارة وأن ليس هناك علاقة من بعيد ولا من قريب بينهما ، ربما تكون هذه نظرة رجل نعتبره ناجحا بمقياسه ، إذ أن مكاسبه الدائمة تفوق تلك الخسائر الشاذة بين تلك النجاحات


وتفسيرات المصطلحات عند الناس مختلفة فالفشل عند البعض هو أن تكون فاشلاً والخسارة هي أن تكون خاسراً والنجاح هو أن تشاهد رجلا يمشي خلف امرأة بتثاقل وفي اعتقادك أنها زوجته .


ويا قلب .. لا تحزن


[ 3 ]



ذاكرة الأمكنة .. !!


هي الأيام تجرفنا نحو البعيد ولا نعلم في حينها أين ستتوقف بنا ، ما بين ظلال ولهيب شمس حارقة ، بعدها نجد أن كل الأماكن كذب ، غير ما نترك لها من ذكرياتنا الجميلة جزء بسيطا ننثره مع قليل من الأشواق أو المآسي على حائط أو صخرة ملقاة على قارعة المكان أو بين أحضان شجرة أورقت ذات صباح لتجد نفسها في مهب رياح تكاد قلعها من جذورها ، وفي زحمة الأشياء لا نملك ما نقول إلا حينما يسيطر الصمت على الأصقاع ويكون لنا مع صمتنا أحاديث وسوالف نكاد ننطقها وأخرى نكون حذرين من البوح بها .


وبين مياه البحر نخفي دموعنا لتزيد من ملوحته الذي بدا في أول الأمر ماء عذب ، لكن عذاباتنا اختلطت به ، وامتزجت دموعنا بذراته لـ نحوله بخطايانا إلى حاله الذي لا نستطيع أن نذوبه داخل أجسادنا ، التي طالما رفضت كل ما هو دخيل ولا تقبل إلا من اطمأنت له ، والحبيب قلما يجد صعوبة أن يدخلنا وأن ندخله هكذا هي الأشياء حينما تقترب من بعضها البعض ، وهي كذلك حينما تتنافر ، ولعلي راحل في طريقي نحو البحث عن ما أستطيع أن أجعله جزء مني وأكون جزء منه .


-هل نبوح للصمت بصمت آخر ؟؟
- وهل نبكي على بكائنا ؟؟
- وهل للأحزان من يواسيها ؟؟


ما أصعب الأيام حين تذكرها في منتصف المسافات بين نقطة المستقبل وأخرى للماضي ، في المنتصف نقف في ذهول وفي حيرة نتلفت حولنا ، نبحث عن الجهات ونبحث عن طريق نسلكه ، لكنها علامات تم ترقيمها بكلمة واحده .. نهاية مغلقة ، وقلوبنا مغلقة بدون أقفال هي كذا منذ خُلقت وستبقى حتى نهاية الطريق


وبين الهجير نتجول وعلى عتبات خط الزمن نقف .. نشاهد في شريط الذكريات مرورا سريعا لحركتنا التي انقضت وتوقف عندها الكلام ، همس الليالي المقمرة وضحكات مع غروب صامت تتجمد معه كل حركة في لحظات الاندماج ما بين مياه و وشمس في نهاية الأفق ، بدت لطيفة نستطيع أن نراقبها بتأمل شديد ودقة ملاحظة في وسطها وأطرافها الساكنة


وهنا تنقلني الذكرى مع ( ..... ) وحالها في جمع الأزهار التي تحاول جمعها في باقة جميلة مجتمعة فـ كرة تجمعها بأناقة وأخرى تتشابك فيها الأشواك مع بعضها البعض .. لكنها قادرة مرة أخرى على ترتيبها ..


وأتوقف عند قلب ... الذي يتسع لكل شيء واتزان ... وطيبة .... وملاحة ابن .... وعمق .... وقوة .... وكبرياء ....


بعدها أنطلق في رحلة التفكير في إشراق صباح يغسل بنوره خطايا ليال طويل ، قضيتها بين أضرحة الموتى ومحاريب المحبين وسجادة ناسك بقيت دافئة حتى صياح الديك ..


فـ يا تدمر القديمة أما آن لغيوم الذل أن تنقشع




[ 4 ]

أعمدة من زمن الخلافة كانت تقف شامخة على مدخل فندق تستقبل كل زوار اسطنبول علامات جامدة تنطق بهمس في أذن كل سائح غربي تخبره عن الكثير من الماضي الذي ربما يحاول أن ينزع صفحاته من كتب التاريخ .


فندق من الدرجة الأولي ذات الخمس نجوم لن يغريني بالسكن فيه لو كنت أنا من يدفع التكاليف هي طلبت أن تقابلني هنا ولا أعرفها من قبل تعتقد أنه أفضل من اللقاء في البلد الذي نعيش فيه ..أن تحصل على رحلة مجانية بكل تفاصيلها فيه متعة كبيرة ولاسيما أن مرافقك هذه المرة أنثى لم تلتقي بها من قبل ..


شعور جيد وانطباع يجعلك ما بين توتر وقلق وأمنيات تطلقها مع رياح آتية من أوروبا ربما يتحقق فيها إشباع للطاقة الشهوانية التي هي موجودة في كل جنس يتحرك على الأرض


في لحظة تزاحم معها عند مدخل الفندق فضلت أن اجعل السيدة التي لا اعرفها تتقدمني للدخول إلى ساحة الفندق توجهنا سوية نحو كونترات الاستقبال بعد أن تبادلنا نظرات تحمل معها ابتسامات خفيفة تدل على أني أشبعت غرورها كأنثى بان جعلتها تتقدمني في الدخول والسير لكن المسكينة اكتشف أن حجزها قد الغي وقفت صامتة تترقبني والموظف يستفسر عن حالي وهو أن غرفتي تحتوي على سريرين وأنا هنا لوحدي كأنما يشير إليها في خفاء أن تفاوضني على المبيت معي في نفس الغرفة ..


لا اعرفها ولا اعلم من تكون كل ما خرجت به من مشاهدة واستماع للحديث أنها عربية ورفيقتي التي سوف توافيني في مساء اليوم التالي عربية وهنا يجتمع العرب في اسطنبول لتبادل نخوة العروبة ، نظراتها لم تجدي معي نفعا بقدر ما عملته الدماء العربية المتدفقة في عروقي والتي توحي لي بان تلك السيدة تحمل نفس الدماء بكل صفاتها قررت أن اقبل بعرض المبيت معي في نفس الغرفة بشرط مع بدايات الضوء ترحل . وقتها يمكنها الحصول على حجز في نفس الفندق أو آخر


كانت في الثلاثين من عمرها وتقترب نحو الأربعين بتسارع بحكم الجهد الواقع على كاهلها والظاهر على جسدها رغم قوامه المفصل بتناسق مرهقة حد الإغماء رغم ذلك إلا أنها كانت تثرثر معي على طاولة مستديرة خشبية تعود لقرون قديمة . ندخن التبغ وهي تستطرد في الحديث عن همومها وبؤسها لتزيد من شقائي وأحزاني بدأت الأمطار تهطل بغزارة في ليلة باردة ورعود تهز المبني


كـ لعبة في يد طفل يحركها بين اتجاهين


منظر جميل من مبنى عال إلى أمطار تهوي نحو الأرض بحركة سريعة تخطف معها الكثير مما يلوث الأجواء لتعود به نحو حيث كان مرة أخرى تشاهد كثافة الأمطار حول أعمدة الأنوار الممتدة على طول الشارع وعلى البنايات العالية المرتفعة والتي تحتضن داخلها الخطيئة والفضيلة في آن واحد . تعمل على تحقيق هدف واحد وهي أنها تحمي من بداخلها كأم احتضنت أطفالها من غزارة أمطار ورعد يأتي من السماء وهو يحمل الغضب .


تتكسر خيوط الضوء الممتدة بانتشار غير منظم على قطرات الماء الملتصقة بالنوافذ الزجاجية
وهي مازالت تتحدث تركتها تتوسع بالحديث عن حالها وارتميت على فراشي وأنا اسمع ما تقول بتثاقل إلى أن فقدت التواصل معها عن طريق السمع ..


ومع بداية إشراقة صبح جميل كانت تلك الفتاة على وعدها أن رحلت كما هو الاتفاق تركت لي على الطاولة التي تسامرنا حولها كرت يخصها ويحمل اسمها مدسوس طرفه تحت طفاية سجائر مليئة بالأعقاب نظرت له بتعجب كانت سفيرة لدولة عربية تقضي اجازتها في تركيا


ترددت كثيرا البارحة في أن امنحها أنفاسي الدافئة فـ فارق السن بيننا يجعلني امنحها أكثر مما هي سوف تعطيني إياه وجدت أنها فكرة خاسرتي فيها اكبر من أرباحي ستحمّلني إرهاقا على إرهاق في جسد احتاجه بطاقات عالية في يوم قادم


لذلك طردت فكرة إغواء تلك السيدة ولو كنت اعلم بأمرها ما ترددت لحظة في المحاولة وقتها سوف اشعر أني " نكحت حكومة عربية " من خلال هذه السفيرة وبالتالي حققت جزء بسيطا من حلم أمة مقهورة
أخذت الكرت ووضعته بجوار أعقاب السجائر لأنها فرصة واحترقت وما أجملها حينما تأتي هكذا بدون أن تخطط لها


لكنها ضاعت .. ولن أسعى خلفها






[ 5 ]

أحاول دائما أن اخترق حدود السيطرة التي أضع نفسي في حيّزها بمكر وتمرد على كل شيء حولي ، لكن ترسبات تربية قائمة على معتقدات ثابتة لا يمكن إزاحتها أو تعديلها ، أجد أن حالي فيها كـ سجين لديه فرصة الهرب ، لكنه لا يفكّر القيام بتلك المجازفة ليس خوفاً أن يُمسك وهو يحاول الهرب ، لكن خوفه من أن يتذوق طعم الحريّة ولو للحظات قليلة ثم بعدها يعود للسجن ، لذلك هو يعتقد أن الأفضل له يبقى على وضعه دون الخوض في تلك المجازفة ..


ابحث في الماضي وأبعثر الأوراق المتراكمة على بعضها دون ترتيب والتي تمثل حياتي بكاملها في صفحات بدت أطرافها وجبة لدودة الأرض ولـ حرارة الأزمان المتتالية ، ما أجمل أن تضع يدك على ورقة تفتحها وتجد أنها نقلتك إلى الريف المغربي بكل ما يحمل من جمال للطبيعة وقساوتها ، تجد نفسك في ذات الوقت قد انتقلت إلى صحاري حارقة في تلك الديار ، تبحث عن رائحة الرمال التي تفتقدها ممتدة تتجاوز حدود البصر تترقب ظهور باب الوافي للفراغ ولكنك لن تجده ، فما يحيط بك مجرد فراغ كلما بترت جزاء منه أتتك قوافل منه .


تسرح مع خيالك فتكتشف أن آمالك في الحياة تمر أمامك ، في شريط من ذكريات صحراوية مليئة بالمغامرة وحب البحث عن ما وراء الكثبان ، ثم تجد نفسك تقع في كثبان أخرى وأن المسافات التي تقطعها هي مسافات مكررة ، وفي نفس المكان ، تفوتك ساعات الزمن وتنتقل من زمن إلى آخر بينما المكان يبقى على حاله .


تحدثني عن مشاكلها ، على فنجان قهوة صباحي برائحة حدائق دمشق ، في ورقة مليئة بذكريات أليمة ، أحاول أن لا تقع يدي عليها من بين أوراقي المبعثرة ، دائما وفي كل مرة لابد من المرور عليها وبنفس درجات الألم السابقة تتكرر العذابات .


قهوة صباح معها قبل طلوع الشمس بلحظات ، هو ذلك المشهد ، وفي ذلك الوقت بالتحديد ، كل يوم وعلى مدار خمسة أيام ، استنشق عبير دمشق من شرفة تطل على ساحة الأمويين ، لـ أذهب بخيالاتي نحو عالم تركض فيه الخيل ، يتبارز الشجعان في تلك الساحة بحضرة أمراء يملكون الدنيا وقتها ، ولن يفتني منظر الجواري المتمايلات على أنغام أندلسية


تحدثني ومازالت أعمدة الدخان تتصاعد من كوبي برائحة البن البرازيلي تملأ المكان . يختلط بها ضجيج فئة معذبة في الأرض ، ليس لها الحق في مشاهدة شروق أو غروب ، وحينما يبدأ قرص الشمس بإظهار بروز بسيط منه ، اتركها على حالها ودمعات تتدحرج على خديها ، تبقيها كي أعود في بدايات صباح جديد امسحها من على وجنتيها ..


بعدها ..
رحلت ..
و لا اعلم هل وجدت بعدي من يمسح تلك الدمعات أم أنها باقية تنتظرني