السبت، 15 أكتوبر 2011



نعيش في ظلام .. شبه دائم

وها أنا الآن داخل هذا [ البكت ] اللعين وحيدة

آخر من كان هنا ..

صديقتي التي تحمل الرقم 19 كانت هي من قضيت معها أطول فترة زمنية

أرقام عشوائية لكل واحدة .. لحظة الإعلان عن الرقم تعني النهاية

صاحبة الرقم 1 بالكاد اعرفها .. منذ أن عرفنا أول النور غادرت

يبدوا أن حظها سيئ ..

هكذا هي الأرقام تتوالى عشوائيا

صديقتي ذهبت لتحترق بين أنفاسه

لا .. اعلم ما مصيرها ولا أحب أن اعرف

الأقدار تمضي بنا إلى حيث لا نعرف

دائما كنّا نتخوف من مصير السحق تحت الأقدام على الأرصفة وفي الساحات والطرقات

أو مصير فاجع .. الرمي من داخل سيارة تسير بسرعة هائلة

تتشوه ملامحنا وتتناثر بقايانا

وانفعالات الرجال مأساة صعبة

فالضرر واقع علينا حسب الحالة والمزاج الذي هو فيه

تنتهي الرجولة حينما يهديكِ إلي عامل محطة أو زبال أو معتوه مر بجواره

أو لتخفيف ألم صديق يشعر بحزن وضيق

وهناك صنف آخر من الرجال يعشق استخدام العازل البلاستيكي

يكره ملامسة رطوبة شفتيه جسدك .. نظيف وحريص

احدث نفسي ولا اعلم متى سوف أشاهد خطوط الضوء تنبعث من بدايات الغطاء المتحرك

للمكان الذي يحيطني الظلام فيه من كل جانب

عندها أدرك نهاياتي

ارجوا أن يكون مصيري في تحفة بلاتينية أو نحاسية فخمة

تحمل ذكرى وجودها في احد القصور القديمة

لا يهم بعدها أن أكون مرمية في احد الطرقات أو الأرصفة أو بركة مليئة بالطحالب والقاذورات

أخشى ..

من عبث صبية ..

يتناوبون في ملامستي وهم يتبادلون نظرات الخوف

أو رمية من على برج مرتفع .. تتقاذفني الريح إلى مكان مجهول

اعشق شذوذي ..

بين أنامل فتاة لم تبلغ العشرين .. ماجنة

أدركت العهر بقدر عمرها مرتين

أتمتع بروائحها ..

تتمايل فأتمايل معها .. تهتز فارتجف

تسري قشعريرة في جسدي كلما قربتني من حمرة شفتيها

تسحب من جسدي إلى جسدها برفق ممزوج بنظرات تفتن من حولها

وتدعوه لمعاشرة طويلة المدى .. هكذا يبدوا له

تخرج أنفاسي من تلك الأجساد المختلفة في الأماكن المختلفة

لتلصق بالجدران والنوافذ والأبواب أو تسير وتسرح في فضاء .. لا ينتهي

هكذا حالي معها ..

أترقب حصولها على ما تريد قبل أن أتلاشى

وانتظر حصولي على رمية في بطن قارورة فيها بقايا نبيذ

ارتوي منها حتى تتباعد أجزائي وأكون جزءا من ذلك الخليط

نهايتي هكذا هي أفضل بكثير من نهاية اسجن فيها داخل ظلام دائم

مهمشة ومرمية في احد الأركان

جسدي أصبح قاسيا .. لا يحمل أي متعة




0 التعليقات:

إرسال تعليق