يملأ قلبي البكاء

السبت، 15 أكتوبر 2011


ولعلي أبلغ الأسباب ، أكتب وأنا في حيرة القلق الذي بداخلي ، لا أعرف لماذا تتسارع نبضات قلبي ! الخوف من الغد , ومن كل شيء يختبئ خلف الجدار يمنحني خمولاً في جسدي ، والبحث عن نسمات هواء استنشقها من آثار ضيق في تنفس يصيبني.

أنا الفوضى ، هكذا أنا منذ عرفت نفسي ، ليس في حياتي شيء مرتب أو منتظم ، بعثرة في كل ركن أجد نفسي فيه وكل نقطة أريد الانطلاق منها .

منذ أن توفى والدي , احتبس البكاء بداخلي ولم يخرج . حاولت أكثر من مرة أن اصرخ بأعلى صوتي لم أستطع ، سألتها : "هل يبكي الرجل ؟"

لم أجد منها أي جواب أكثر من قولها أطلق دموعك " أنس ", حاولت مراراً فلم أستطع ، لكن رغبة البكاء ما زالت تتشبث بداخلي ولا ترغب بالخروج. أخدعها بعبرات أسكبها من كل مشهد حزين أطالعه أو حتى مشاهد فرح تغلبني لخروج بعض الدمعات التي أحاول أن أخفيها .

لا أعلم ما الذي يحيط بي ! ولكني أشعر أن هناك من يرافقني في خطواتي وفي توقفي. أتلفت حولي ولا أشاهد غير كل الأشياء الجامدة صامتة ، لا أشعر بضجيج المدينة ولا أشعر بحركة الأشياء. وأسال نفسي:
"هل أنا أدور في فلك هذه المدينة أم هي تدور في فلكي ؟"

لا أعلم غير أني أعلم بكوني جزء من هذه الطبيعة ، وأجد نفسي أطبق قوانينها التي لم أستطع التخلص منها , والانطلاق نحو عالمي الذي أحاول أن اصنعه لنفسي بدون قانون يُلزمني بقوانين الطبيعة التي تتعارض مع اعتقاداتي .

أحاول أن لا أتذكر ، ولا أريد أن يكون للذكرى مدخل ، منه تجتاح حياتي لتزيدها بعثرة وشتات ، ربما لأني لا أؤمن بالحظ لأني أعرف أن ليس هناك أي مجال للانتظار فالأمر محسوم بالنسبة لي ، و إن تذكرت فسوف أردد:
إني ذكرت أبا الزبير وصحبه ،، فبكيت حتى كاد يدركني العمى
أكتب وفي هذه اللحظات أجد عاطفة الحنين تعتريني ، تعترف بوجود في حياتي أشخاص ذكرهم يبعث في النفس نوع من الطمأنينة ، وأحيانا أبتسم .

"كوني معي" , هذا ما كنت أقوله لها حينما أجد نفسي في مأزق الخوف الذي أصبح يزورني في أغلب أيامي ، وآه من أيامي ! أجدها فقط تستخدم للذين يعيشون ، أما أنا ومعي البعض نعيش في هامش الحياة ، محصورة هي حياتنا في الأطراف البيضاء من صفحة داخل كتاب ، ممل كاتبه في كثرة سرده للواقع الذي يعيشه. أخذ كل شيء لأحرفه ، ولم يترك سوى أماكن صغيرة ، نترك فيها بعض الملاحظات عن حياتنا الغبية مقابل ما كتبه عن حياته .

أحب ما يطرد مخاوف للحظات وهو ذلك "الشروق" ، فيه ما يمنحني حب الحياة ، قد يكون وقت قصير من يومي ولكني أعيشه بتفاصيله , أرحل عنه حينما أتذكر أن هناك ما يقابله في نفس يومي وهو "الغروب" ، الذي تثور فيه مخاوفي بشكل يجعلني ألتمس الصمت والهدوء والسكون.

بعدها أبدأ رحلتي مع الظلمة فأنا أعشقها وأعشق ليلي ، تزداد نشوتي كل ما وجدت نفسي أنغمس بداخله أكثر ، أجد فيه حريتي لممارسة وحدتي بدون أن يكون عليها دخلاء يعتقدون أنهم من البشر ، أحب سواده وأشعر أنه يحتويني ويلملم بعثرتي ، أسرح فيه بخيالاتي ، أنادي نفسي وأبحث عن مصدر ذلك النداء أتلفت فأجد أني أنا وأنا فقط .

دائما ما أضحك مع نفسي حينما تمر بها هذه العبارة
"ليس المهم أن تعيش ولكن الأهم كيف"
أفسرها بطريقتي وأقول نعم ليس هناك حياة بدون " كيف "



0 التعليقات:

إرسال تعليق