أ ح ب ك

هكذا كتبتها بشكل حروف متباعدة

رغبة منها في إطالة زمن نطقها

كونها تكره التكرار لم تحاول أن تكررها أو تكرر أحد حروفها

تركتها وحيدة على ورقة صفراء لاصقة بجوار قطعة أثرية

كنّا قد اشترينها من مراكش .. البارحة ذهبنا معاً في رحلة

ذكريات مليئة بالمرح ..

لنا عادة جميلة نمارسها أثناء سفرنا مع بعض

وهي إحضار قطعة واحدة من البلد الذي نقرر أن نتقابل فيه

من أول يوم نصل فيه .. نشتريها

تبقى تلك القطعة رفيقة لنا في تنقلاتنا وشاهدة

على كل الأحداث والتصرفات .. البارحة بضحكات ماكرة

ونظرات نحوي تحمل بعض الشقاوة

كانت تهمس داخل ذاك المجسم العجيب الذي تفقد أبعاده

حينما تنظر له من زوايا مختلفة .. إلى الأن وأنا لا أعرف ما يكون

هي اختارته بنفسها حتى ثمنه هي من دفعه

صباح يحمل النكد في بداياته

سوف تقتلني بقية الساعات الطويلة المتسلسلة فيه

أتشوق إلى نهاية اليوم كي أهرب من التفكير بنوم عميق

احاول فيه أن أتخلص من الكثير من أحزاني في أحلام

مزعجة أطردها من منامي وهي تحمل تلك الألآم بعيداً عني

بقيت مرتمياً على كرسي هزاز من الخشب

أمتار قليلة تفصلني عن المدفأة

بيدي تلك الورقة الأخيرة التي بقيت لي منها

كانت آخر شيء تلامسه

وضعت أنفاسها الحزينة بين تلك الحروف

كنت أحسدها على أنها حصلت منها على آخر شيء

شعرت بغيرة منها وهي مجرد أربعة أحرف تستطيع أن ترتبها

كيفما تشاء .. فكرت أنها ربما قبلتها بعد أن كتبتها

على تلك الورقة .. بل بالتأكيد أنها فعلت

كنت أعشق طقوسها في ليالي الشتاء الباردة

أمام المدفأة وعلى ضوء الخشب المحترق

تبدأ بالرقص والتعري بشكل متقطع

تتمايل على إيقاعات حزينة بصمت متأمل

تبقى هناك مدة من الزمن تستجلب حرارة على حرارة

تقول أنها تفعل ذلك من اجل أن تدفيني

رغم علمي أنها لا تحتاج إلى كل ذلك

فجسدها الملتهب يتسطيع أن يذيب ثلوج قابعة

على نافذة زجاجية في كوخ تضربه موجات صقيع طوال السنة

لكنّها تعشق تلك الطقوس

وتعشق تأجيلي الحصول على نهاية المتعة

كل ليلة تبد بتسللها من بدايات الغروب نحو منزلي

هنا تكرار تعشقه

ومع بدايات الشروق تتسلل خارجة منه

على أمل أن نكمل متعة نتوجه نحو أعماقها ولم نصل إلى القاع

بقيت على هذا الحال مدة أيام تقاطرت خلف بعضها البعض

ونحن نأجل الحصول على النهايات

ها هي الآن رحلت دون أن تحصل على تلك النهاية

قد أشعر بالرضا

كوني تركتها تخرج منها

كما دخلت أول مرة .. عذراء